هناك في فلسطين ...

هناك في فلسطين......
هناك في فلسطين....مسقط رأس تلك الطفلة الصغيرة....تسير بوجه حزين....وتجوب في شوارعها الكبيرة.....حافية القدمين.....
متصلبة اليدين....ذابلة العينين..... تسير ولا تتوقف....تبحث عن مأوى بكل شغف.....تبحث عن مأوى يأويها.....
بعد أن فقدت امها وابيها وكل ذويها.....أدماها العطش والجوع..... لكنها تأبى الذل والخضوع.... وأثناء رحلتها الطويلة.....
شاهدت حجرة صغيرة....اتجهت الى الحجرة حيث لا يسمع منها أي صوت..... اتخذتها منزلا يحميها من شدة البرد.....
ومن حجرتها كانت تطالع القمر......تستعيد ذكريات الفرح والسمر......كانت تجلس بلا حراك..... تتأمله كما لو أنها ملاك.....
يا ترى لماذا قتلو أبي هل لانه كان يتحدث مع اخي الكبير......ولماذا قتلوا أمي هل لأنها كانت تعد لنا العشاء في مطبخنا الصغير.....
ولماذا قتلو اختي وطن هل لانها كانت تلعب مع اختي عبير.....هل هذا هو ذنبهم.....هل هذه الذنوب تستدعي قتلهم.....أخرجت دميتها الصغيرة من جيبها.....
صنعتها لها أمها قبل موتها......أرجوك يا دميتي لم يبق لي سوى انتي فلا ترحلي وتتركيني.....لا تبقي صامتة هيا كلميني.....سأسألك وأجيبيني.... هل سألتقي عائلتي يوما......وان التقيتهم هل سأبقى معهم دوما ام هل سيفرقنا المحتل من جديد....
ويبدد لي ذلك الحلم السعيد....لم تجبها الدمية فهي لا تملك الجواب.... لانهم دوما يمارسون القتل والخراب.....والآن هل علمتم لما قتلت عائلتها فهم ليسو مجرمين..... بل ذنبهم أنهم ((فلسطينيين))